نبي الإسلام يصلي أمام عنزة – معزة- ليعبدها...!
من الشبهات التي فضحت أصحابها ،وبينت جهلهم ...
أنهم قالوا :إن رسول الإسلام كان يصلي أمام عنزة أي: معزة ،وكان يأخذها معه مع رحلاته ويصلي إليها.... ...فلماذا تنكرون على عباد البقر...؟!
تعلقوا على ذلك بما جاء في صحيح البخاري كِتَاب( الصَّلَاةِ )بَاب (سُتْرَةُ الْإِمَامِ سُتْرَةُ مَنْ خَلْفَهُ) برقم 465 عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ :سَمِعْتُ أَبِي أَنَّ النَّبِيَّ r صَلَّى بِهِمْ بِالْبَطْحَاءِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ تَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ.
الرد على الشبهة
أولاً:إن العنزة ليست هي الماعز كما يتصور المعترضون بخياليهم المريض... فما هي إلا عصا أو رمح صغير كان يضعه النبي r إمام صلاته حتى لا تقطع من المارين أمامه... يدل على ذلك ما جاء في كتب الشروح منها ما يلي:
1- شرح ابن بطال للبخاري : باب الصَّلاةِ إِلَى الْعَنَزَةِ
(1)/116 - فيه: أبو جحيفة: « أن نبي الله r صَلَّى وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ... » ، الحديث.
(2)/117 - وفيه: أنس: « أن الرسول r كَانَ إِذَا خَرَجَ لِحَاجَتِهِ، تَبِعْتُهُ أَنَا وَغُلامٌ، مَعَنَا عُكَّازَةٌ أَوْ عَصًا أَوْ عَنَزَةٌ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ حَاجَتِهِ، نَاوَلْنَاهُ الإدَاوَةَ » .
قال المهلب: الحربة والعنزة، إنما هما علم للناس على موضع صلاته ألا يحرفوه بالمشي بين يديه في صلاته، ومعنى حمل العنزة والماء أن الرسول كان التزم أن لا يكون إلا على طهارة في أكثر أحواله، وكان إذا توضأ صلى ما أمكنه بذلك الوضوء مذ أخبره بلال بما أوجب الله له الجنة من أنه لم يتوضأ قط إلا صلى، فلذلك كان يحمل الماء والعنزة إلى موضع الخلاء والتبرز، وقال أبو عبد الله بن أبى صفرة: انظر مناولتهم الإداوة، يدل أنه استنجى بالماء؛ لأن العادة في الوضوء أن يَصُبُّوا على يديه، وكذلك تأتى الأحاديث. أهـ
2- فتح الباري لابن رجب : عن عطاء بن أبي ميمونة ، قال : سمعت انس بن مالك يقول : كان رسول الله r إذا خرج لحاجته تبعته أنا وغلام ، ومعنا عكازة أو عصى أو عنزة ، ومعنا إداوة ، فإذا فرغ من حاجته ناولناه الإداوة .
((شاذان)) ، هو : أسود بن عامر ، وشاذان لقب له .
وحديث انس قد خرجه في ((كتاب الوضوء)) ، في ((أبواب الاستنجاء)) ، وذكرنا هناك فائدة حمل العنزة .
وظاهر تبويب البخاري يدل على التفريق بين العنزة والحربة ، وأكثر العلماء فسروا العنزة بالحربة .
وقال أبو عبيد : العنزة عصا قدر نصف الرمح أو أكثر ، لها سنان .
وقد خرج مسلم حديث ابن عمر الذي خرجه البخاري في الباب الماضي من حديث عبيد الله، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن النبي r كان تركز له العنزة ويصلي إليها.
قال عبيد الله : وهي الحربة .
وقد فرق قوم بين العنزة والحربة ، فعن الأصمعي قال : العنزة : ما دور نصله ، والحربة : العريضة النصل .
وأشار بعضهم إلى عكس ذلك .
وصلاته r إلى العنزة والحربة يستفاد منه : أن السترة يستحب أن يكون عرضها كعرض الرمح ونحوه ، وطولها ذراع فما فوقه . أهـ
3- قال النووي في شرحه لمسلم :وَأَمَّا ( الْعَنَزَة ) فَبِفَتْحِ الْعَيْن وَالزَّاي ، وَهِيَ عَصًا طَوِيلَة فِي أَسْفَلهَا زَجّ ، وَيُقَال : رُمْح قَصِير ، وَإِنَّمَا كَانَ يَسْتَصْحِبهَا النَّبِيّ r لِأَنَّهُ كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ صَلَّى فَيَحْتَاج إِلَى نَصْبِهَا بَيْن يَدَيْهِ لِتَكُونَ حَائِلًا يُصَلِّي إِلَيْهِ . أهـ
إذن من خلال ما سبق تبين لنا أن هذه الشبهة فضحت جهلهم ....
ثانيًا:إننا ننكر على عباد البقر عبادتهم لها ،وننكر عليكم عبادتكم لخروف – بسبعة قرون وسبعة أعين -ولو على سبيلِ التشبيِه ؛ جاء ذلك في موضعين:
الأول: رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ إصحاح 5 عدد 6 وَنَظَرْتُ فَرَأَيْتُ فِي الْوَسَطِ بَيْنَ الْعَرْشِ وَالْكَائِنَاتِ الْحَيَّةِ الأَرْبَعَةِ وَالشُّيُوخِ خروف قائم كَأَنَّهُ مذبوح. وَكَانَتْ لَهُ سَبْعَةُ قُرُونٍ، وَسَبْعُ أَعْيُنٍ تُمَثِّلُ أَرْوَاحَ اللهِ السَّبْعَةَ الَّتِي أُرْسِلَتْ إِلَى الأَرْضِ كُلِّهَا.
الثاني: رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ إصحاح 17عدد 14هؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، وَالْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ».
وننكر عليكم أن يكون الرب مشبه بشخصٍ مخمورٍ يصرخ عالياً من شدة الخمر ، وذلك في مزمور إصحاح 78عدد 65 فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ، كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ. ..
وننكر عليكم أن يكون الرب كالدودةِ ، وذلك سفر هوشع [ 5 / 12 ] يقول الربُّ : 12فَأَنَا لأَفْرَايِمَ كَالْعُثِّ، وَلِبَيْتِ يَهُوذَا كَالسُّوسِ.
وننكر عليكم أن يكون الرب مشبه بالدب ، وذلك في سفر مراثي إرميا (3 / 10 ) " هُوَ لِي كَدُبٍّ مُتَرَبِّصٍ " .
وننكر عليكم أن يكون الربُّ مدخن يخرج دخانًا من أنفِه ، وذلك في سفرصموئيل الثاني إصحاح 22 عدد 8 فَارْتَجَّتِ الأَرْضُ وَارْتَعَشَتْ. أُسُسُ السَّمَاوَاتِ ارْتَعَدَتْ وَارْتَجَّتْ، لأَنَّهُ غَضِبَ. 9صَعِدَ دُخَانٌ مِنْ أَنْفِهِ، وَنَارٌ مِنْ فَمِهِ أَكَلَتْ. جَمْرٌ اشْتَعَلَتْ مِنْهُ. لا تعليق!