عابر السبيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


كن في الدنيا كانك غريب او عابر سبيل
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دور الإعلام في الدعوة.. المهمَّة السامية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو حذيفة
Admin
Admin
أبو حذيفة


عدد الرسائل : 248
تاريخ التسجيل : 25/05/2009

دور الإعلام في الدعوة.. المهمَّة السامية Empty
مُساهمةموضوع: دور الإعلام في الدعوة.. المهمَّة السامية   دور الإعلام في الدعوة.. المهمَّة السامية I_icon_minitimeالخميس مايو 28, 2009 12:42 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

ما دور الإعلام في الدعوة إلى الدين الإسلامي؟

الجواب

أخي الكريم؛
يبدو سؤالك صغيراً في عدد كلماته، ولكنَّ الإجابة عليه في الأصل تحتاج إلى مجلدات، ليس لأنَّ السؤال الذي طرحتَه هامًّا فحسب، ولكن لأنَّ أهمِّيَّته تزداد كلَّ يوم، ولأنَّ دور الإعلام في خدمة الدعوة هامٌّ وخطيرٌ للغاية، لأنَّه قد بات مستحيلاً تصوُّر الدعوة دون إعلام، خاصَّةً في هذا العصر الذي أصبح فيه العالم كلُّ العالم كقريةٍ صغيرةٍ بسبب التقدُّم العلميِّ والتكنولوجيِّ الهائل في وسائل الاتصال.

أخي الكريم؛
هناك بعض الحقائق الهامَّة التي ينبغي أن نتَّفق عليها سويًّا قبل الإجابة على سؤالك الهامِّ وهي كالتالي:
1- إنَّ المتأمِّل للواقع الحاليِّ يجد صراعاًحضاريًّا وثقافيًّا وإعلاميًّا يدور على الساحة لم يسبق له مثيل، وهذا الصراع لا يقلُّ عن الصراع الاقتصاديِّ والعسكريِّ والسياسيِّ إن لم يزد عليه.

2- إنَّ الدعوة الإسلامية تحتاج بشكلٍ ملِحٍّ إلى إعلامٍ متميِّزٍ ومتعدد الوسائل والأساليب، وبرغم أهميَّة الوسائل التقليدية كالمسجد والدعوة الفردية في التأثير إلا أنَّ وسائل الاتصال الحديثة كالإنترنت والأقمار الصناعيَّة والفضائيَّات أصبحت ضرورةً هامَّةً من أجل خدمة أهداف وغايات الدعوة الإسلاميَّة، وبالتالي فإنه لا غنى عن الوسيلتين معا: (التقليدية ـ الحديثة).

3- إنَّ رسالة الإسلام عامَّةٌ إلى كلِّ الخلائق، وهذا يفرض على الإعلام الإسلاميِّ الشمول التامَّ في فهم رسالة الإسلام أوَّلا، ثمَّ فهم الوسيلة المستخدمة والمناسبة، ثمَّ فهم مَن تُوجَّه إليهم هذه الرسالة.

4- إنَّ الإسلام دين متحرِّكٌ سيَّالٌ لا يعرف الجمود في مكانٍ ولا زمان، لكنَّ المشكلة في الأساس تكمن في المسلمين لا في الإسلام.

5- إنَّ الإسلام أعظم رسالة، ولابدَّ أن تسُتخدَم من أجله أعظم الوسائل وأشدُّها تأثيرا.

* واستكمالاً لهذه الحقائق الهامَّة، يحقُّ لنا بعدها طرح سؤالك الهامّ، وهو كيف يخدم الإعلامُ الدعوةَ الإسلاميَّة؟
كي يتمَّ ذلك، فلابدَّ من عدَّة أمور، من أهمِّها:
1- لابدَّ من دراسةٍ متعمِّقةٍ لما عند الآخرين، ومعرفةٍ واعيةٍ لكلِّ ما يكَوِّن وجهة نظرهم وسرَّ رضائهم، ومحور الإعلام الإسلاميِّ هنا هو الصدق، ونشدان الأفضل، وحبِّ الخير للناس جميعا.

2- لابدَّ أن تكون المادَّة التي يقدِّمها الإعلام عن الإسلام شاملة؛ فتتناول الإسلام وتاريخه وحضارته وأُمَّته، وحقائق العقيدة والشريعة والعبادات والأخلاق وشتَّى المعاملات، فنرسم صورةً صادقةً لرسالة محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لا زيْدَ فيها ولا نقْص، لأنَّه ليس لدى الإعلام الإسلاميِّ ما يخفيه أو يستحيي منه، وعرض ذلك كله في إطارٍ عصريٍّ جذَّاب، فيكون إعلامنا صورةً لنقاء ما نحمل، وصفاء ما نؤمن به، كما أنَّنا نثق في الفطرة الإنسانيَّة، فيوم أن تعرف الحقَّ تُبادِر إلى قبوله، وأنَّها إن تريَّثت فإلى حين.

3- لابدَّ أن يدرك المسلمون أنَّ عالميَّة الإسلام تفرض على أتباعه أن يقدِّموا من سلوكهم الخاصِّ والعامِّ كنماذج جديرةٍ بالإكبار، أو جديرةٍ بإيضاح حقيقة الإسلام لمن لم يعرفوا هذه الحقيقة، أي أن يكونوا قدوةً قبل أن يفكِّروا في امتلاك أحدث الأجهزة الإعلاميَّة، وأن يبرزوا الشخصيَّة الإسلاميَّة دون ميوعةٍ أو تفريط، هذا إذا أرادوا أن يؤثِّروا بالفعل في غيرهم.

4- لابدَّ أن يعلم الدعاة إلى الإسلام أنِّ الدعوة إلى الإسلام ليست رسالةً صمَّاء بتراء عشوائية، وعليه، فهم مكلَّفون ببسط وجهة نظرهم في كلِّ شيءٍ مقرونةً بالأدلَّة المقنعة التي توضِّح موقفهم، وتحدِّد من هم وماذا يريدون؟ وعن أيِّ شيءٍ يتحدَّثون؟ وكذلك يجب أن نعرف ما لدى غيرنا بدقَّةٍ وإنصاف، ثم نترك للعقل الإنسانيِّ أن يقارن ويحكم.

5- لابدَّ من إعداد برامج طويلة المدى مخطَّطةٍ ومدروسة، ومن تقليب النفس الإنسانيَّة بين ألوانٍ من الفكر والعاطفة، واستخدام وسائل عديدةٍ ومنتقاة، لأنَّ تحويل الناس عن مواريثهم الروحيَّة والاجتماعيَّة جهدٌ بعيد المدى، لا ينجح فيه إلا المخلصون الأذكياء.

6- لابدَّ أن يستخدم الإعلام فنون الاتصال المختلفة والأساليب المتقنة والمدروسة، وأن يستفيد من الوسائل العصريَّة المتاحة، فكما أنَّه ليس من المعقول أن أحارب بالسيف من يحاربني بالطائرات والصواريخ، فكذلك ليس من المقبول أن أواجه العالم بوسائله الإعلاميَّة ذات التطوُّر التكنولوجي الهائل، بوسائل بدائيَّةٍ تقليديَّة.

7- لابدَّ من أن تحتوي عقليَّة القائمين على هذا الإعلام على "الإبداع"، الإبداع كقيمةٍ يجب تواجدها في كلِّ المسلمين، وتزداد أهميَّةً حين نتحدث عن مجالٍ الإبداعُ أهم عوامل السبق فيه والنجاح.

8- لابدَّ لحملة الإسلام أن يكونوا أطول نفَسَاً وأشدَّ غيرةً وأرسخ قدما، حتى يتسنَّى لهم خدمة دينهم على الوجه الأكمل، والتعريف بأنَّ الإسلام دين الحقِّ قضيةٌ لا تعالج بفتورٍ واسترخاء، ولا بنظرٍ قصيرٍ قاصر، فإذا كان غيرنا يبذلون في سبيل الإلحاد أو التنصير أو إشاعة الفتن والإباحيَّة جهوداً مضنية، فماذا على دعاة الإسلام أن يفعلوا؟

9- لابدَّ أن يدرك العالم أنَّ الإسلام ليس عدائيّا، وأنَّ رسالته الأساسيَّة هي رسالة السلام للعالم، كي نقضي على كلِّ الشبهات التي تثار هنا وهناك، ولكن –وفي نفس الوقت- على الإعلام الإسلاميِّ أن يقف بيقظةٍ ضدَّ حركات العداء للإسلام والمسلمين، مثل حركات الاستشراق والتنصير وغيرها، فنردَّ في هدوء، ودون مباشرة، ونمحَّص ما يقولون قولاً قولا، ملتزمين بفضائل الإسلام في الردِّ والتمحيص، فذلك أليق وأجدى.

10- لابدَّ أن يقوم بدوره المهمِّ في توجيه الأقليَّات المسلمة في العالم، وإشعارهم بأنَّهم موصولون بأُمَّتهم الكبرى، حتى لا يشعروا بالقطيعة والوحشة، فيستسلموا لما يُراد بهم ويتفانَوا في أديان ومذاهب أخرى، وعلى الإعلام أن يخالط هؤلاء، ويتعرَّف على آلامهم ومشاكلهم وقضاياهم، ويربطهم بنسيجهم الذي هم منه وهو منهم.

11- لابدَّ –أخيرا- للإعلام الإسلاميِّ من أن يكون له دورٌ في تعليم اللغة العربيَّة، سواءٌ للمسلمين العرب الذين ابتعدوا عن لغتهم وجهلوها، أو للمسلمين غير العرب، بل ولغير المسلمين إن استطعنا، فهي الوعاء الفذُّ للرسالة العالميَّة، وهي السبيل الأفضل لفهم هذه الرسالة.

أخي الكريم؛
ذات مرَّةٍ أردتُّ أن أشتري فاكهة، وكان أمامي أكثر من بائعٍ يعرض فاكهته، غير أنِّى ذهبت إلى أكثرهم جذباً وعرضاً ورونقا، حتى بدت فاكهته جميلةً بالفعل، وعندما ذهبتُ للبيت فتحتُ كيس الفاكهة فذهلت من واقع الفاكهة، فقد وجدتُّها أقرب للعطب، وبدلاً من أن تؤكل كان مصيرها إلى سلَّة القمامة، بعدها تعلَّمتُ أن أتأمَّل جيِّداً قبل أن أشتري أيَّ شيء، وفي مرَّةٍ أخرى وجدتُّ بالفعل فاكهةً رائعةً عند أحد التجَّار الذين لا يعتنون بعرض فاكهتهم بشكلٍ جيِّدٍ وجذَّاب، حتى بدت فاكهته في حالةٍ سيِّئة، مع أنَّها في الأصل جميلةٌ ورائعة، والغريب أنَّ من يشترون من هذا الرجل قليلون، وكثيرٌ هم من يشترون من الآخرين.
لقد خسرتُ ثمن الفاكهة التي اشتريتُها في المرَّة الأولى، وهي خسارةٌ ضئيلة مقارنةً بما ما تعلَّمتُه، أمَّا إذا كان الأمر يتعلَّق بدور الإعلام في عرض الإسلام وصورته، فإنَّ الأمر خطيرٌ للغاية، وأيُّ تقصيرٍ في عرض الإسلام كقيمةٍ عظيمة، فإنَّ الثمن يكون فادحاً للغاية.

وصدق الله تعالى إذ يقول: "قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرةٍ أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دور الإعلام في الدعوة.. المهمَّة السامية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الاخلاص في الدعوة الى الله 1
» الاخلاص في الدعوة الى الله 2
» القرآن الكريم.. باب الدعوة الأعظم
» الدعوة الى الله باستعمال النت....
» بماذا يبدأ من أراد الدعوة ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عابر السبيل :: !۩۞Ξ…۝…Ξ۞۩ثقافة و اعلام۩۞Ξ…۝…Ξ۞۩ :: .¸¸۝❝دعوة و اعلام❝۝¸¸.-
انتقل الى: