الجزيرة أم الـ mbc يا شيخ سلمان

هل الجزيرة أفضل أم الـ mbc ؟ سؤال يدرسه بجدية فريق برنامج "الحياة كلمة" أثناء تفاوض قناة الجزيرة معهم –كما أوردت الخبر صحيفة الجزيرة-، بعد أن حصل البرنامج على المرتبة الأولى بين البرامج الحواريّة الأكثر مشاهدة في الوطن العربي، خلال شهر يناير الماضي.

ومن واجب الشيخ سلمان العودة –وفقه الله- علينا أن نفكر معه وفريقه بصوت مسموع، وهذا من التعاون على البر والتقوى. فضل الشيخ ونفعه للناس ودعوته وبذله لا ينكره إلا مكابر، وحديثي عن أي القناتين أفضل لا يطعن في شخص الشيخ واجتهاده وفريقه العامل معه.

موقف المشايخ من الدخول في القنوات التي تبث الطاعة والمعصية موقف قديم، وهناك من يرى جواز مزاحمة أهل المعاصي وإدخال الخير في بيوت لا يمكن أن يصل الخير إلا من خلال تلك القنوات، وعندما أناقش قنوات mbc مع بعض العلماء وطلبة العلم يسود النقاش الحديث: الطاعة ومزاحمة المعصية، وكأنه الأمر الوحيد في تحرير محل نزاع المشاركة في قنوات mbc، وهناك أمر خطير يجب أن نركز عليه عند نقاش المشاركة فيها:

فماذا يعني -يا أعزاء- أن قناة (mbc1) تبث بالعربية، وقنوات mbc2 – mbc4 - mbc action –mbc max تبث الثقافة الأمريكية؟!

ماذا يعني أن قناة يملكها عرب تبث باللغةِ الفارسيةِ الثقافةَ الأمريكية؟!

وماذا يعني تصوير القوات الأمريكية المختلفة بصورة خرافية لا يمكن أن تهزمها قوة؟!

ماذا يعني عرض السرير الأمريكي بطريقة مخجلة لا تناسب الشعوب الإسلامية والعربية؟!

وماذا يعني التراقص على أنغام الموسيقى الأمريكية و السكر في حفلات الليل الحمراء؟!

الذي ينبغي أن يُسأل عند دراسة حكم المشاركة في قنوات mbc هو: ما حكم المشاركة في قنوات استعمارية هدفها أمركة البلاد الإسلامية؟ قنوات mbc قنوات تُمكِّن للمحتل وتدعمه إعلامياً، وتمهد الطريق لنشر ثقافته. إن أغلب علماء السنة في العراق أفتوا بعدم جواز الدخول في العملية السياسية حتى يخرج المحتل، لأن المشاركة في ظل احتلال إعلان لشرعيته، وصك غفران يعفيه عن الجرائم التي اقترفها، وهذا حكم صريح في تحريم التعاون مع وسائل الاحتلال بأنواعها، والأمة اليوم تعاني الأمرين من الامبريالية الأمريكية والتي تعد قنوات mbc من أهم وسائلها الإعلامية، فهل المشاركة الدائمة فيها يدعم المحتل الأمريكي أم يكشف خططه ويعري حقيقته؟!

أما قناة الجزيرة فتعد من أقوى القنوات الإخبارية الهادفة، ولها مواقف عديدة تشكر عليها، وأكثر العرب يفضلونها على غيرها، فقد أظهر استطلاع لجامعة "ميرلاند" ومؤسسة "زغبي انترناشونال" أن 54 %من المستطلعين يشاهدون الجزيرة،و9 % يشاهدون العربية، وقناة العربية محسوبة على شبكة mbc وهذا يقيس مصداقية هذه المؤسسة أو تلك، وذكر الدكتور عاطف العبد- أستاذ الرأي العام ووكيل كلية الإعلام بجامعة القاهرة والرئيس الأسبق لمركز بحوث الرأي العام- أن قناة الجزيرة مازالت تحتل المركز الأول في أعلى نسبة مشاهدة للقنوات الإخبارية العربية في مصر.

قناة الجزيرة فيها مخالفات شرعية واضحة، وهي التي يصدق فيها اجتماع المعصية والطاعة في وقناة واحدة، والشيخ سلمان أثبت وجوده ويستطيع أن يفرض رؤيته وشروطه، وإن اختارها الشيخ سلمان سيتحرر من قيود كثيرة،وسيناقش موضوعات لم يستطع مناقشتها على شاشة mbc.

أتمنى للشيخ سلمان وفريقه الاختيار المبارك، وأعتذر لقناة الجزيرة فالمقارنة بين الجزيرة وmbc يذكرني بقول الشاعر:

إذا أنتَ فضَّلتَ أمراً ذا براعةٍ على ناقصٍ كان المديحُ من النقصِ